مشروع خريطة القاهرة الإسلامية هو نتاج سنوات من أعمال توثيق التراث الإسلامي في مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي أحد مراكز مكتبة الإسكندرية.
وتكتسب القاهرة أهمية ثقافية عالمية نظرًا لغناها بالآثار الإسلامية المتنوعة من مختلف العصور الإسلامية :
عصر الخلفاء الراشدين
العصر العباسي
عصر الدولة الطولونية
عصر الدولة الإخشيدية
عصر الدولة الفاطمية
عصر الدولة الأيوبية
عصر دولة المماليك (البحرية والجركسية)
العصر العثماني
عصر أسرة محمد علي
، وكذلك النسيج العمراني المميز؛ مما أهلها لتكون على قائمة التراث العالمي طبقًا للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
ويعتبر المشروع نقطة انطلاق لمشروع أشمل خاص بتوثيق المدن الغنية بالتراث الإسلامي في جمهورية مصر العربية، ونطمح أن يكون هذا المشروع جزءًا من مشاريع إقليمية ودولية تربط بين المدن الغنية بالتراث الإسلامي على مستوى العالم، حيث إن الحضارة الإسلامية اتسمت بالعالمية وانتشرت آثارها في مدن وحواضر كبيرة على مستوى العالم شاهدًا على عظمتها ودورها في إثراء الفكر الإنساني العالمي.
وتضم قاعدة البيانات جميع الآثار الإسلامية المسجلة رسميًا (548 أثر) كأثر إسلامي طبقًا لقوائم وزارة الدولة للآثار، والتي بدء التسجيل فيها منذ بدء عمل كراسات لجنة حفظ الآثار العربية التي تأسست بالأمر العالي الصادر من الخديوي محمد توفيق في 26 محرم عام 1299هـ/ 18 ديسمبر 1881م، والمشروع يحدد الآثار تحديدًا جغرافيًا دقيقًا باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، والتي تُمكِّن من ربط الآثار بالبيانات والصور الخاصة بها.
ويستهدف المشروع الباحثين المتخصصين في مجال الآثار والعمارة الإسلامية وكذا التاريخ الإسلامي، كما أنه يعتبر نافذة لجميع المهتمين بالحضارة الإسلامية بوجه عام؛ حيث يعرض لهم جميع الآثار الإسلامية المسجلة في مدينة القاهرة بأسلوب علمي مبسط.
ويضم المشروع الآثار الإسلامية في العصور التاريخية، والدول المختلفة التي تعاقبت على حكم مصر منذ بداية الفتح الإسلامي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وتأسيس مدينة الفسطاط عام 21 هـ/ 641 م على يد عمرو بن العاص قائد جيوش الفتح، مرورًا بالعصر العباسي وتأسيس مدينة العسكر عام 132هـ/ 750 م جهة الشمال الشرقي،
وصولا للدولة الطولونية واستقلال أحمد بن طولون بحكم مصر عن الخلافة العباسية في بغداد وتأسيسه لمدينة القطائع عام 256 هـ/ 870 م يتوسطها جامعه الشهير،
واستمر التطور والامتداد جهة الشمال الشرقي إلى وقت دخول الفاطميين إلى مصر وتأسيس عاصمتهم القاهرة في نفس الامتداد عام 358 هـ/ 969 م، وفي عام 566 هـ/ 1171 م (العصر الأيوبي) قام صلاح الدين الأيوبي ببناء سور كبير امتد حول القاهرة وباقي العواصم السابقة.