مسجد وقبة قانيباي المحمدي

المنشئ:

قانيباي المحمدي

رقم التسجيل:

151

عن الأثر:

أنشأه الأمير قانيباي المحمدي أحد أمراء السلطان المملوكي الجركسي السلطان فرج بن برقوق ومن بعده السلطان المؤيد شيخ، وذلك عام 816هـ/ 1413م، ويقع في حارة السماكين المتفرعة من شارع شيخون بحي الخليفة بمدينة القاهرة بين خانقاة شيخو وسبيل قايتباي، وأهم الأجزاء الباقية من المنشأة هي الواجهة الرئيسية المطلة على شارع شيخون، وترتفع أرضية المسجد عن أرضية الشارع ولذلك يُصعد إلى المسجد عن طريق سلم مكون من قلبتين نصل من خلالهم إلى المدخل الرئيسي، ويتكون تخطيطه العام من صحن أوسط مغطى بسقف خشبي، وإيوانان، وملحق به مدفن ذو قبة خصص لدفن المنشئ.

العصر:

دولة المماليك البرجية (الجراكسة) ( 1382 م - 1517 م )

تاريخ الإنشاء

( 1413م )

( 816هـ )

الوظيفة

مسجد

الوظيفة

قبة مدفن

ألحق المنشئ بهذا المسجد مدفن له.

الموقع

يقع مسجد قانيباي المحمدي بالقرب من قسم شرطة الخليفة حيث يمكن الوصول إليه من ميدان القلعة من أمام قسم شرطة الخليفة عن طريق سلوك شارع شيخون فيجد على يساره سبيل وكتاب السلطان قايتباي ثم المدرسة المقصودة على رأس حارة السماكين. ويمكن الوصول إليه من ميدان السيدة زينب عن طريق سلوك شارع عبد المجيد اللبان ثم شارع الخضيري فشارع الصليبة وعندما يتجه قاصد الأثر إلى شارع شيخون يجد على يمينه خانقاة الأمير شيخو ثم سبيل وكتاب الأمير عبد الله فمسجد قانيباي المحمدي. كما يمكن الوصول إليه من شارع القلعة 'محمد علي' أو الحلمية عن طريق سلوك شارع الحلمية ثم شارع السيوفية حتى تقاطعه مع شارع الصليبة حيث ينعطف المار يساراً فيجد علي يساره مسجد الأمير شيخو وعلى يمينه خانقاته ثم سبيل وكتاب الأمير عبد الله على يمينه ثم المسجد المقصود.
حارة السماكين

موقع الأثر عبر العصور

الدولة الطولونية كان موضع المدرسة جزءاً من مدينة القطائع التي بناها أحمد بن طولون لتكون عاصمة للدولة الطولونية، وبناءاً على المعلومات المتاحة يمكن الإستنتاج أن موضع المدرسة كان يحتل الجزء الجنوبي في الناحية الشرقية للشارع الأعظم الطولوني الذي يربط بين قصر ابن طولون وميدانه من ناحية ومسجده من ناحية أخرى.

الدولة الفاطمية كان موضع المدرسة جزءاً من البساتين حول إمتداد الشارع الأعظم الفاطمي بظاهر القاهرة الجنوبي خارج باب زويلة وأنشئ في نهاية العصر الفاطمي في المكان الذي تحتله المدرسة وبجانبها سويقة العزي.

الدولة الأيوبية نظراً لقرب هذه المنطقة من القلعة ووقوعها جنوب بركة الفيل من جهة أخرى، فقد كانت تقع بها إسطبلات الخيول والدواب السلطانية مثل: إسطبل الجوق، وكان هذ الإسطبل يمتد من عند خانقاة شيخو وجامعه حتى مدرسة السلطان حسن بن قلاوون وقد حدث ذلك سنة 615هـ/ 1218م.

دولة المماليك البحرية في العصر الأيوبي وحتى نهاية القرن السابع الهجري كان هذا المكان الذي تحتل المدرسة جزءاً منه سوقاً للخيول والدواب السلطانية وبنيت فيه العديد من المنشآت، وفي النصف الثاني من عصر المماليك البحرية في بداية القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي كانت هذه المنطقة تتبع خط صليبة الجامع الطولوني، وربما كان مكان المدرسة جزءاً من سويقة منعم.

دولة المماليك البرجية (الجراكسة) إستمرت هذه المنطقة تابعة لخط الصليبة الطولونية في السويقة التي تعرف بسويقة منعم وكانت منطقة مزدهرة بها الوكالات والرباع مثل وكالة قايتباي، وتطور إسمها في العصر العثماني إلى سويقة عبد المنعم، وتدل بقايا اسم الحارة التي تقع على رأسها المدرسة وهو درب السماكين وبداخله درب آخر يعرف بدرب الطباخين على أنها كانت منطقة تجارية مهمة.

مدرس

صلاح الدين الطرابلسي

تولى تدريس الحديث بالمسجد.

التخطيط:

يتكون هذ المسجد من صحن أوسط مغطى بسقف خشبى يتوسطه منور(ملقف هواء)، وإيوانان، وملحق به مدفن ذو قبة خصص لدفن المنشئ.

الواجهات:

لهذا المسجد ثلاثة واجهات يتوجها صف من الشرافات التى تأخذ شكل الورقة النباتية الثلاثية، أهمها الواجهة الشمالية الشرقية، وتنقسم إلى جزئين هما كتلة المدخل، وواجهة القبة، وتبرز واجهة القبة عن كتلة المدخل بحوالى ثلاثة أمتار، فتح بها من الجانب دخلة بها نافذتين، ويتوج هذه الدخلة ثلاثة صفوف من المقرنصات، وفى ناصية هذا البروز عمود حجرى مكون من عشرة مداميك و يتوجه من أعلى صفين من المقرنصات، أما واجهة القبة فقد قسمت إلى دخلتين بكلٍ منها نافذتين، ويلى هذه النافذة شريط كتابى داخل إطار مستطيل، ويتوج كل دخلة أربع صفوف من المقرنصات، و يوجد أسفل الشرافات شريط كتابى. والواجهة الثانية هى الجنوبية الشرقية و تطل على حارة السماكين، ويوجد بها دخلتين متشابهتين بكلٍ منها نافذتين، وبين الدخلتين جزء بارز يمثل بروز المحراب، ويوجد بأعلى البروز نافذة مستديرة، وفى الطرف الجنوبى لهذه الواجهة فتحة باب تؤدى إلى الميضأة. أما الواجهة الثالثة فهى الواجهة الشمالية الغربية، ويوجد بها ثلاث نوافذ مستطيلة غشيت كلٌ منها بحجاب من المصبعات المعدنية.

العناصر المعمارية

سقف

تنوعت التغطيات المستخدمة فى هذه المسجد فنجد أن الدركاة يغطيها قبو برميلى، و يسقف الدورقاعة سقف خشبى يتوسطه منور (ملقف هواء)، وسقف الإيوان الجنوبى الشرقى مكون من كتل خشبية تحصر فيما بينها ألواح مزخرفة بزخارف نباتية وهندسية مذهبة على أرضية زرقاء، وسقف الإيوان الشمالى الغربى خشبى مكون من عروق وألواح.

قبة

ألحق بالمسجد مدفن ذو قبة نصل إليه من خلال فتحة باب مستطيلة بالجدار الشمالى الشرقى لإيوان القبلة، وتتكون هذه القبة من مساحة مربعة مغطاة بقبة مزخرفة بزخارف زجزاجية، وترتكز على رقبة مثمنة الشكل تحتوى على شريط كتابى، ويوجد بجدارها الجنوبى الشرقى دخلة محراب ذات عقد مدبب يرتكز على عمودين من الرخام، ويوجد على جانبى المحراب لوحين رخاميين مستطيلين، ويعلو المحراب نافذة مستديرة (قمرية)على جانبيها دخلتين معقودتين بعقود مدببة، وبالجدار الشمالى الغربى للقبة دخلتان تنتهى كلٌ منهما بعقد مدبب، الأولى يغلق عليه باب خشبى من مصراعين، والثانية كتبية (مكان لحفظ الكتب)، ويعلو هذا الجدار نافذة معقودة بعقد مدبب، ويوجد بالجدار الجنوبى الغربى فتحة باب معقودة بعقد مدبب، و يعلو هذا الجدار فتحتان مستطيلتان معقودتان بعقدين نصف دائريين، أما الجدار الشمالى الشرقى بالقبة فيوجد بالجزء السفلى منه فتحتان يغلق على كل منهما باب خشبى مكون من مصراعين أما الجزء العلوى فيوجد به فتحتين معقودتين بعقود نصف دائرية. وتتكون مناطق إنتقال هذه القبة من ست صفوف من المقرنصات، وتحصر مناطق إنتقال القبة فيما بينها أربع نوافذ تتكون كل منهم من ثلاث مستويات الأول من ثلاث فتحات مستطيلة طولية معقودة بعقود نصف دائرية والثانى فتحتين مستديرتين والثالث فتحة واحدة مستديرة، ويعلو منطقة الإنتقال شريط كتابى يحتوى على آية الكرسى، كما تحتوى رقبة القبة على اثنى عشر نافذة صغيرة معقودة بعقود نصف دائرية، وزخرف باطن القبة بجامات ملونة، ويحيط بمركز القبة البسملة.

مدخل

لهذا المسجد مدخل واحد يتكون من دخلة عميقة يتقدمها سلم ذو جناحين، و يوجد على جانبى المدخل من أسفل مصطبتين حجريتين يتوسطهما فتحة باب مستطيلة، ويغلق عليها مصراعين من الخشب يعلوهما عتب مكون من صنجات معشقة مزخرفة بورقة نباتية ثلاثية، يعلو العتب نفيس ثم عقد عاتق مكون من صنجات معشقة أيضاً، يعلو ذلك دخلة يتوجها ثلاث صفوف من المقرنصات وتتوسط هذه الدخلة نافذة صغيرة مغشاة بحجاب من خشب الخرط، و يتوج كتلة المدخل عقد ثلاثى ملئ باطنه بصفوف من المقرنصات ذات الدلايات، ويحدد كتلة المدخل من الخارج إطار من زخرفة قالبية بارزة تعرف بزخرفة الجفت اللاعب ذو الميمة المستديرة التى تنعقد أعلى العقد الثلاثى، ويؤدى المدخل إلى دركاة غير منتظمة الشكل يغطيها قبو برميلى، وفرشت أرضيتها بالرخام، ونصل من خلال هذه الدركاة إلى الدورقاعة.

مئذنة

لهذا المسجد مئذنة واحدة تقع فوق كتلة المدخل، وتتكون من قاعدة مربعة يعلوها طابق مثمن به أربع فتحات صغيرة مستطيلة معقودة وينتهى هذا الطابق بشرفة خشبية محمولة على صفوف من المقرنصات، يلى هذا الطابق طابق ثانى مثمن أيضاً ينتهى بشرفة محمولة على مقرنصات تحمل جوسق المئذنة يليه القمة التى جاءت على هيئة القلة المملوكية.

شباك

تعددت أحجام وأشكال النوافذ بهذا المسجد وإختلفت أماكن وجودها، حيث يشتمل الجزء البارز بالواجهة الشمالية الشرقية على فتحة نافذة مستطيلة مغشاة بحجاب من المصبعات المعدنية النحاسية ويغلق عليه مصراعين خشبيين، ويعلو هذه النافذة عتب مكون من صنجات معشقة يليه نفيس ثم عقد عاتق من صنجات معشقة أيضاً، يعلو ذلك نافذة معقودة بعقد نصف دائرى ومغشاة بحجاب من خشب الخرط، كما يوجد بواجهة القبة دخلتين يوجد فى أسفل كل منهما نافذة مستطيلة مغشاة بحجاب من المصبعات المعدنية و يغلق عليها مصراعين خشبيين، ويعلو كل نافذة عتب مكون من مداميك متراصة يليه نفيس ثم عقد عاتق، كما يوجد بكل دخلة نافذة علوية معقودة بعقد نصف دائرى ومغشاة بحجاب من خشب الخرط. ويوجد الواجهة الجنوبية الشرقية دخلتين متشابهتين تحتوى كلاً منهما على نافذة سفلية مستطيلة مغشاة بحجاب من المصبعات المعدنية يغلق عليه مصراعين خشبيين يعلوهما عتب مكون من صنجات معشقة يليه نفيس ثم عقد عاتق من صنجات معشقة أيضاً، كما يوجد بكل دخلة نافذة علوية معقودة بعقد نصف دائرى، ويعلو بروز المحراب قمرية مستديرة. كما تشتمل الواجهة الشمالية الغربية على ثلاثة نوافذ مستطيلة غشيت كلٌ منها بحجاب من المصبعات المعدنية ويغلق عليه مصراعين خشبيين يعلوهما عتب.

نقوش كتابية

يشتمل مسجد وقبة قانيباي المحمدي على كتابات، منها: 1-يشتمل اللوح الرخامي الذي يعلو المحراب نص كتابي به جزء من الآية 39 من سورة آل عمران، ونصه: 'فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ...'. 2- كما يشتمل اللوح الرخامي الموجود على يسار محراب القبة، وقد زخرف إطاره الخارجي بزخارف نباتية منفذة بالحفر البارز ويعلوه إطار مستطيل بداخله شريط كتابي جزء من الآية 31 من سورة القصص، ونصه: '..... أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ'، وبداخل الإطار السابق شكل مستطيل آخر يتوسطه شكل دائري مزخرف بزخارف نباتية منفذة بالحفر البارز ويزخرف الأركان زخارف نباتية. 3- ويشتمل اللوح الرخامي الموجود على يمين محراب القبة يشبه السابق من حيث الشكل مع إختلاف الزخارف الكتابية والنباتية وتحتوي زخارفه الكتابية على الآية رقم 1 و جزء من الآية رقم 2 من سورة الفتح، ونصها: 'إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ.....'. 4- وتشتمل صرة القبة على البسملة، كما يعلو منطقة الإنتقال شريط كتابي يحتوي عل آية الكرسي الآية 255 من سورة البقرة، ونصه: 'اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ'.

الطراز العام

الطراز المملوكي الجركسي

حجر

الجدران والقبة والمئذنة.

خشب

الأسقف والأبواب والنوافذ.

رخام

المحراب والأعمدة على جانبي المحراب وبعض الألواح في إيوان القبلة.

مسجد وقبة قانيباي المحمدي | الخليفة

دولة المماليك البرجية (الجراكسة)

816هـ | 1413م